مجروحة وغريبة عضو مميز
عدد الرسائل : 306 العمر : 48 الموقع : فلسطين تاريخ التسجيل : 24/04/2008
| موضوع: ارتفاع نسبة الأمهات العازبات بين الطالبات الجامعيات السبت 26 أبريل 2008 - 12:21 | |
| غياب مؤسسات مختصة في بعض المناطق يعرضهن للضياع والدعارة تعتمد أمهات عازبات عدة على حلول فردية، بسبب غياب التوجيه والإرشاد، وعدم وجود جمعيات يلجأن إليها في المناطق التي يعشن فيها، ما يفضي بهن أحيانا إلى احتراف الدعارة. وذكرت محجوبة إدبوش، مديرة جمعية أم البنين في أكادير، أن وجود مؤسسات مدنية تعمل على مساعدة الأمهات العازبات، يساهم في الحد من الظاهرة، التي انتشرت في جميع الجهات، وشملت فتيات من جميع الشرائح الاجتماعية والمستويات الدراسية ، كما ارتفعت وتيرتها في السنوات الأخيرة بين الطالبات الجامعيات. وأفادت محجوبة إدبوش، في اتصال هاتفي، لـ 'المغربية' أن مشكل الأم العازبة ينتشر في جميع الجهات المغربية من طنجة إلى الكويرة، غير أن هناك مناطق لا تتوفر على هيئات جمعوية تقدم لهن المساعدة والتوجيه اللازمين لحمايتهن من الضياع والانحراف، خاصة في المناطق النائية، مشيرة إلى أن محاربة الظاهرة تتطلب تضافر فعاليات عدة، وبرامج تربوية وتنموية، تساهم في التحسيس وتهييء الفتيات منذ صغرهن لتفادي المشكل. وقالت محجوبة إدبوش، إن محاربة الأمية يجب أن تشمل التوعية حول مثل هذه المشاكل التي تنتج ضحايا من جميع الشرائح والمستويات، وتفسير ماجاءت به المدونة من حقوق وواجبات، بشكل مبسط حتى يسهل على الأميات استيعاب ما جاء فيها، مشيرة إلى ضرورة إدراج التربية الجنسية ضمن البرامج التربوية في المدارس. وأوضحت أن اللافت للانتباه، في هذه الظاهرة، هو وجود فتيات من مستويات جامعية، وعلى إلمام بالمخاطر التي تحدق بهن في حالة وقوعن في الخطأ، ويعرفن أنهن سيلقين الرفض والإقصاء من طرف المجتمع، بحكم تقاليده وأعرافه يعتبر هذا الفعل خطيئة يجب التبرؤ منها، واعتبارها وصمة عار في جبين أسرهن. وقالت إدبوش إن الجمعيات التي تمد المساعدة لهذه الفئة من المجتمع تواجه الانتقاد من طرف العديد، إذ يراها البعض مساهمة في انتشار الفساد، ومدعمة لاستمرار الظاهرة، لأن الأمهات العازبات في رأيهم يستحقن العقاب. واستنادا على تجربتها في الميدان، قالت محجوبة إدبوش إن الأم العازبة إذا لم تستفد من التوجيه والإرشاد، إضافة إلى عدم تسوية وضعيتها، وتخليها عن طفلها، تعود بسهولة إلى الحمل من جديد، خلافا للأم العازبة التي احتفظت بوليدها. وأفادت أنها تعرف فتيات في مقتبل العمر خضعن لأزيد من عشرعمليات إجهاض. وأوضحت أن الجمعيات العاملة في الميدان تعمل على توجيه وإرشاد ضحايا الظاهرة، ومحاولة إيجاد حلول لمشاكلهن، عبر الاتصال بالمسؤول عن المشكل في حالة معرفته، وطلب الاعتراف بالأبوة أمام القضاء، أو الاعتماد على الخبرة الطبية، وذلك باللجوء إلى تحاليل الحامض النووي في حالة نكرانه لما في أحشاء الضحية. وأفادت أن الجمعية استقبلت السنة الماضية 147 حالة و160 أما عازبة خلال سنة 2006، وتمكنت من إعادة نصف العدد إلى منازلهن، عوض اللجوء إلى الشارع، وذلك عبر إجراء الصلح مع أسرهن، وهذا من ضمن أهداف الجمعية، مشيرة إلى أنها تعمل على عقد قران حوالي سبع أمهات عازبات في السنة مع أباء الأطفال، عبر تبوث الزوجية، لأن رفع القضية إلى المحكمة، وانتظار النظر فيها يطول، إذ طالب الفاعلة الجمعوية بضرورة تفعيل مسطرة الخبرة الطبية مع الاعتماد على تحاليل الحمض النووي في الحالات المستعصية. وأشارت إلى أن انخفاض عدد الأمهات العازبات اللواتي استقبلتهن الجمعية يعود إلى ضعف دعمها، إضافة إلى تحويل مقرها من منزل كبير ذي طابقين بإمكانه استقبال 280 حالة، إلى شقة صغيرة تمكنت من شرائها بواسطة تبرعات من ألمانيا. وأكدت أنه منذ حلول سنة 2008، ستقبل الجمعية حالات عدة أسبوعيا، غير أن الطاقة الاستيعابية تحول دون تقديم المساعدة لهن، مشيرة إلى أنه رغم ارتفاع عدد الحالات التي تتعرف عليها، تبقى ضئيلة بالنسبة للكم الهائل الذي يمكن أن تضمه القرى والمناطق النائية. وأفادت أن هناك انتشار ظاهرة التخلي في دور الولادة، حيث تضع الأم وليدها وتتخلى عنه في الحين لفائدة أسر ترغب في التبني، وتفضل هذه الأسر البنات على الأطفال، ما يؤدي إلى انتشار الاتجارفي البنات في بعض المستشفيات والمؤسسات الخاصة بالتوليد، ويفسر وجود الأولاد فقط في جل مراكز الأطفال المتخلى عنهم في المغرب. وأشارت إلى عدم وجود علاقات التعاون بين بعض المستشفيات والجمعيات العاملة في الميدان، قائلة إنه لا يجري إخبارها من طرف مراكز الولادة في الحالة التي تضع فيها الأم العازبة بنتا، فيما يجري إخبارها في الوقت التي تستقبل ولدا. وقالت إدبوش إن الظاهرة تشمل جميع الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية وكل المستويات الثقافية، مشيرة إلى انتشارها في السنوات الأخيرة بين الطالبات الجامعيات. وأبرزت أن هناك ست فئات من الأمهات العازبات، الفئة الأولى تضم خادمات البيوت اللواتي خرجن إلى العمل في سن الخامسة، ولم يلجأن للمدرسة في يوم من الأيام، أغلبهن اغتصبن منذ صغرهن في المنزل الذي يشتغلن فيه، وعندما يصلن إلى 17 من عمرهن يثقن في أي شاب وعدهن بالزواج، ويظنه فارس الأحلام الذي سيخرجهن من الوضعية المزرية التي تعيشها. والفئة الثانية تضم الخادمات اللواتي بدأن العمل عندما بلغن 18 من عمرهن، من بينهن من كانت تتابع دراستها، وغادرت من أجل مساعدة أسرتها، والفئة الثالثة هن تلميذات الإعدادي، والثانوي، وطالبات المستوى الجامعي. أما الفئة الرابعة فتشمل فتيات يعشن بين أفراد أسرهن بعدما غادرن الدراسة أو أنهينها، ولا يحتجن البحث عن العمل بسبب وضع الأسرة الاجتماعي، ولا ينتظرن سوى شاب تتوفر فيه شروط تأسيس أسرة صغيرة. وأوضحت أن هذا النوع من الفتيات يتعرفن أو تجرى خطبتهن لشباب بشكل رسمي، وتبدأ العلاقة بالتعرف واللقاءات الغرامية، إلى أن يقع المشكل، وتصبح حاملا، لتتحمل عواقب العلاقة الأسرة بكاملها. أما الفئة الخامسة فتتكون من الفتيات المتبنيات، وتضم بدورها ثلاثة أصناف. يعيش الصنف الأول مع الأسرة التي تلد الزوجة فيها الأولاد فقط، ولا يجري إخبارها بوضعها إلا عندما تصل سن المراهقة، ما يسبب لها صدمة نفسية، تؤدي أحيانا إلى الانهيار واللجوء إلى الشارع، خاصة في الحالة التي يحاول فيها الأطفال البيولجيون الدفاع عن حقوقهم في الإرث. أما الصنف الثاني، فيضم الفتيات المتبنيات اللواتي يعشن في أسر لا تملك أطفالا، ولا يعرفن الحقيقة إلا بعد وفاة الوالدين، ويجرى حرمانهن من الإرث، بينما يشمل الصنف الثالث الفتيات المتبنيات داخل لأسرة التي تتوفى فيها الأم فيتزوج الأب، لتجد الفتاة مشاكل مع زوجة الأب، ما يؤدي بها إلى الخروج إلى الشارع. وتتكون الفئة الخامسة من الأمهات العازبات من 'بنات الشارع' اللواتي امتهن الدعارة منذ الثامنة من عمرهن، فيما تشمل الفئة السادسة المطلقات والأرامل، اللواتي يحاولن مواصلة مسار الحياة مع زوج يحميهن، فيقعن ضحية وعود كاذبة. وقالت إن الأم العازبة تعيش في المناطق والقرى النائية في حيرة من أمرها، فهناك من تلجأ إلى إحدى الأقارب، ومن تختار صديقة، في حين تولي بعضهن الأدبار تائهات وغير عابئات بما ينتظرهن من أزمات وأخطار، المهم بالنسبة لهن الهروب من الوسط الذي يعشن فيه خوفا من 'الفضيحة'، بعدما عشن علاقات غرامية وعاطفية بدايتها عشق وهوى ونهايتها حزن وأسى، وبعدما ينقلب الوعد بالزواج إلى تبرؤ وتنصل، فلا يملكن وسيلة لتقويم ما حل بهن. وأكدت على ضرورة توفير المساعدة للضحايا الظاهرة، التي استفحلت في العديد من المناطق المغربية، لأنه، حسب قولها، أينما افتتح مركز لرعاية الأطفال المتخلى عنهم، توجد أمهات عازبات، ما يستدعي توفير جمعيات في كل المناطق، من أجل مساعدتهن، ومحاولة تسوية وضعيتهن، من أجل وضع حد للظاهرة.
| |
|