هل هذهِ أنتِ ؟!
أمْ أنَّ الخيالَ بدا
كواقعٍ لي ،
وذاكَ الصوتُ كان صدى ؟
قولي ، ولو كِلْمَةً ،
حتى أُصَدِّقَ ما
تراهُ عينايَ ،
أو مُدِّي إليَّ يدا
ـ نعم نعم
يا رفيقَ العمرِ ، هأنذا
قد جاوزَتْ كلَّ حدٍ ، فرحتي ،
ومدى
كأنَّ روحيَ قد عادت إلى جسدي
وهي التي فارقت ،
من بعدك ، الجسدا
كأنني زهرةٌ كادت تموت ظماً
مررتَ أنت عليها ،
مثل قطر ندى
الله ! ما أجملَ الدنيا وأنت معي
فيها ، وقلبك معْ قلبي قد اتَّحدا
الله ! ما أجملَ الماضي وقد رجعتْ
أيامُهُ ، وغدت لي حاضراً وغدا
لا ، لم يَضِعْ عبثاً صبري الجميلُ ولا
طولُ انتظاري ،
لهذااليوم ، ضاع سدى
عاد الذي اشتاقت الدنيا لضحكتِهِ
وغرَّد الطيرُ ، مسروراً به ، وشدا
عاد الذي كان لي وحدي ،
فصار لمن
رامَ النجومَ ،
على درب النجومِ هُدى
عاد الذي ترك الدنيا وزخرفها
والمالَ والجاهَ والأحبابَ والولدا
وراح ينشدُ عند الله منزلةً
مع النبيينَ والأبرار والشُهُدا
عاد الذي في ظلام السجن ما ارتعدت
منه الفرائصُ ،
بل سجَّانُهُ ارتعدا
عاد الذي ذاق ألوانَ العذاب فلم
تزدْهُ إلاَّ صموداً ،
عاد من صمدا
كل الزنازين كانت مثل صومعةٍ
لهُ ، وفيها لغير الله ما سجدا
عاد الأسيرُ ،
فيا أرضُ ابلعي مَطَري
وأقلعي يا عيوني ،
فالأسى ابتعدا
عاد الأسيرُ ،
وآلافٌ ستتبعهُ
ونحنُ ، في الأسْرِ ،
لا ننسى لنا أحدا
كم من غزاةٍ أتوا ،
لكنهم ذهبوا
والشعبُ من رجسهم
قد طهَّر البلدا
وما يُسمَّى بـ ( اسرائيلَ ) زائلةٌ
حتماً ،
ولا يخلف الرحمن ما وعدا